لا أؤمر بصعب و إن أمرت فليس الله بآمـــــــــــري

و إن رأيت الأمر صعبا فالعيب برؤياي لـــيس بآمـري

آمري هو الله خالقي رازقي كل الوقت معه حاضري


الثلاثاء، أبريل 22، 2014

النفس و الروح و نسبية الإختلاف





إن الإنسان مكون من نفس و روح و جسد, و 
الاشتراك ما بين النفس و الروح يكمن في الجسد, فالروح تعتبر مطلق ولا تستقبل الا الأمور المطلقة, مثال على ذلك توحيد الله عزوجل, أما النفس فهي نسبية متقلبة و متغيرة, فأي اختلاف بيننا كبشر يعبر عن أنفسنا لا دخل للروح فيه, فالروح واحده عند كل البشر لا تتغير و لا تختلف من فرد لآخر.
 و" الاختلاف" أمر متغير و ليس ثابت و هذا ما يضفي عليه صفة النسبية, و لا يمكن لأحد أن ينكر الاختلاف بين الأفراد, بل و يجب أن نتقبل بعضنا البعض, ولكن لا يخرج هذا التقبل عن نطاق النسبية, لأننا نتقبل أمرا نسبيا "الاختلاف بيننا" و هو يكمن في النفس و من الصعب أن يصعد للروح و يتصف بصفات المطلق, و مفهوم الحرية المطلقة يستند على ركيزة أساسية و هي تقبل الآخر......! فكيف يمكن للنفس تقبل أمر مطلق و هي نسبية بحد ذاته......!!!؟



أود أن أوضح مفهوم النفس و لما هي نسبية, ثم مفهوم الروح و لما هي مطلقة, ثم أنطلق لأوضح مفهوم نسبيةالاختلاف،،،
 
النفس هي موطن الرغبات في عقل الإنسان و بها تكمن الغرائز و اللذات و المطالب و الاحتياجات, كالجوع و الشبع, و التزاوج, و النعاس و النوم و اليقظة, و الملل و التعب, و المرض و الصحو, و النشاط و الكسل, الخوف و الشجاعة, و الإحساس بالبرد و الدفء,  و الفرح و الحزن.....الخ, فكل إحساس له نظير و ضد يكمن في النفس.
الإنسان مثلا يحس بالجوع و عندما يأكل يختفي هذا الإحساس, هنا حدث تغير من الإحساس بالجوع إلى الإحساس بالشبع, و هذا التغير حدث بفعل التأثر بالعوامل الخارجية, إذا النفس نسبية, لأن أدوات النسبية هي التغير بسبب أو بدون سبب عوامل خارجية....
 
غير أن النفس هي الانتباه في العقل, بينما الروح هي الإدراك, النفس هي بوابة العقل, و الروح هي عملية التفكير, النفس هي من يرسل المعلومة للروح حيث يحدث التفكير, و بعد التفكير ترسل الروح النتيجة إلى النفس فينطق بها اللسان, كل هذه العملية تحدث في جزء واحد من الثانية طبعا.
 
الروح هي مكان التفكير في العقل, هي الذكاء و هي الإبداع, فالذكاء ليس شعور و إنما هو القدرة على التفكير الذي يحدث الشعور, فعمل النفس و الروح متلازم جدا, و كلا منهما يكمل الأخر, فاكتشاف النظريات يتم عن طريق الروح بمساعدة النفس, و لكن الفهم الحقيقي للأمور يتم فقط في الروح, فالروح هي الخيال و التأمل, و دونها يستحيل إتمام عملية التعلم, فالخيال مثلا ليس له حدود و لا مكان أو زمان معين كي يتم, و لا يخضع للعوامل الخارجية, و من الممكن أن يتم تحت أي ظرف كان.....فهو مطلق و تتصف بصفاته الروح لأنه يتم خلالها فالروح إذا مطلقه.
 
على فكرة إن عمل الروح يعطل عمل النفس, و عمل النفس يعطل عمل الروح, فيستحيل أن يعملا معا في نفس الوقت, و يتضح هذا هنا (عندما يفكر الإنسان في أمر يحتاج قدر كبير من الذكاء فإنه يفقد الشهية للأكل) أو (عندما يأكل فإنه يفقد القدرة على التفكير في الأمور التي تحتاج قدر كبير من الخيال) ولكن من الممكن تبادل العمل بين النفس و الروح أثناء عملية التفكير لأن الروح تحتاج للتحفيز الدائم من النفس باعتبارها متممة عملية الانتباه في العقل .
 
أما بالنسبة لنسبية الاختلاف:
الاختلاف بيننا نحن البشر نسبي, لأن الاختلاف متغير و ليس ثابت, و يتأثر بالعوامل الخارجية, فإن كان أحدهم مختلف عنك اليوم قد يصبح مثلك غدا أو أقل اختلافا أو أكثر اختلافا, هذه هي نسبية الاختلاف.
 
و إذا أردت أن أفكر بمثل طريقة العالم الفيزيائي أينشتين في التفكير سأعكس الواقع في خيالي على شكل فرضية , فسأفترض أن الاختلاف مطلق, هنا سأحكم أن الاختلاف ثابت, أي يستحيل أن يتشابه اثنان منا اطلاقا, و يستحيل أن يتغير أحدا منا إلى حال غير حاله الذي هو عليه, هنا فقط أستطيع إدخال مفهوم الحرية المطلقة إلى الروح, و أستطيع تقبل الاختلاف تقبلا مطلقا لأنهم مهما حدث لن يتغيرون.
فالإحساس بعدم التقبل لاختلاف شخص ما يحمل في طياته حب التغيير له!!!؟
و التقبل التام المطلق يعني اليأس من التغير فيه.

                 

السبت، أبريل 19، 2014

الهم بين الحقيقة و الوهم؛

نولد و نحن لا نعي شيء على الإطلاق،، نولد ونحن نريد معرفة كل شيء،، و سبب حب المعرفة فينا يتشكل في طبيعة خلقنا، أو من ناحية أخرى في جيناتنا كبشر نولد و نحن نملكه أصلا،،، و هنا يتشكل إسلوب فريد في قضية حدوث المعرفة أو الفهم أو الإدراك لأمر جديد لم يكن قد تم رصدة من قبل!!؟

حيث يتمحور إسلوبنا في إحداث الفهم في أننا نعتبر وجوب وجود هذا الفهم أو هذا الإدراك إتجاه معرفة معينه و محددة يتلخص في "إعطائها حجمها الحقيقي" و لأنها جديدة و لأنها لم ترد علينا من قبل و لأنها قد تكون تفوق فهمنا نقوم بإعطائها حجماً أكبر كي نحصل على إدراكها و يكون هذا في ربطها بمعلومات أكثر و ربطها بمثال مشابه لها،،
 هنا تكمن آلية تفخيم الأمور و إعطائها حجماً أكبر، قد يكون هذا الحجم حجمها الحقيقي أو؛ قد يكون تكبير لحجمها بسبب ضعف الإدراك و قلة المعلومات!!!!؟
و هنا تحدث مفارقة غريبة أحياناً،، على سبيل المثال: الإيمان في الخزعبلات،، والخوف من أمور ليس لها وجود فعلياً،، و تصدير الحقيقة إلى ما وراء الطبيعة،،،،،،،، فقط للتنازل عن إدراكها بسبب الكسل عن البحث الجاد و الموضوعي للأمور ،، فلما هذا التنازل الغير مبرر لعالم الغيبيات؟؟!

ليس فقط بسبب أن هناك علم غيب،، بل كذلك بسبب سهوله إرجاع الأمور لهذا العلم العميق و المتعالي على إدراكنا المتواضع، 
و الدليل على ذلك أننا في حياتنا العملية أحيانا نضع إحدى الأشياء التي لا نحتاج لها في مكان نسميه "المخزن" و هذا المكان معزول و عشوائي و عادة لا يكون لهذه الأشياء تصنيف و ترتيب معين!!؟ 
فهذه الصورة الذهنية لعالم الغيب عندنا،، 


لكن الله سبحانه خلق فأتقن، و لكل شيء قوانينه 
المنتظمه و القابله للفهم و الإدراك،، و لكن الإنسان كل ما علم أكثر جهل أكثر،، بسبب كم المعلومات الهائل و ليس بسبب عشوائيتها كما يظن البعض!!!!!!!!!!؟؟





و لكن السهوله تقود الإنسان إلى الراحة،، كما تقوده المعرفة إلى المتعة حتى و إن كانت صعبه!! و الأغلبية منا يفضولون الراحة و المتعة معاً لسبب أو لآخر و لكن هذا إسلوب الأنعام في العيش لأنها لا تعقل مما يجعلها غير قادرة على"التصنيف"!!!!!؟



إن تصنيف الأمور و إعطائها صورتها الحقيقة هو ما يستوجب علينا فعله إتجاه المعرفة المتسامية، وهو المفتاح للمشاكل التي من الممكن أن نواجهها،، و هو نهاية الوهم الذي قد يولد مشاكلاً نحن في غناً عنها؟؟؟!؟

غير أن أولئك اللذين يعطون الأمور أكبر من حجمها الحقيقي هم في الحقيقة أسرى لفكرة أنهم صغار!!!!؟
هم في الحقيقة لا يجدون الإدراك الكافي لمعالجة تصنيف الأمور مما يقودهم إلى "التأويل" ،  فقلة المعلومات و قلة الفكر  تجعلهم يستخدمون هذا الإسلوب في التفكير (( تفخيم الأمور)) أكثر مما يجب،،،،

بكل بساطة هم غير قادرين على إدراك شيء ما، فيقودهم الجهل ليس للبحث، بل للتأويل!! 
و يقودهم إلى الوقوع في الوهم،، 
و يقودهم أحيانا أخر إلى الإستسلام و الحزن و اليأس،، 
فقط لأنهم أعطوا الأمور حجما غير قابل للإدراك إطلاقا،، و لا يمثل أبدا الصورة الحقيقة للأمور!!!!؟
 كما من يقتل مريضاً لأنه فشل في علاجه!!!!!؟
 فهذا الإسلوب في التفكير مشكلة بحد ذاتها،، و هو ما يقود الإنسان إلى الوقوع في وهم الهم...!!؟