لا أؤمر بصعب و إن أمرت فليس الله بآمـــــــــــري

و إن رأيت الأمر صعبا فالعيب برؤياي لـــيس بآمـري

آمري هو الله خالقي رازقي كل الوقت معه حاضري


الأحد، فبراير 18، 2018

حين ما يتمنى العدو

أرهقونا رواد التنمية البشرية في وجوب التفريق بين مفهومين يدَّعون أن الناس تخلط بينهم،، و يقولون أن الأُمنية مجرد حلم قد يتحقق إذا كان هدفاً قد تم التخطيط له جيداً،، أما الدين يقول أن الله سبحانه على كل شيء قدير، و هو الذي يكتب للعبد المؤمن "تحقيق" أمنيته و هو مجيب الداعي إذا دعى،،، فالتفريق بين الأمنية و الهدف ليس هو الأساس في تحقيق الحلم، ليس هناك شك أن التخطيط مهم جداً و لكن الله هو ميسر الأمور،،، و لكن الإيمان أهم؛

قال تعالى:إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ 
سورة: فاطر، الأية:٦
في هذه الأية وضوح تام في صورة العلاقة بين الإنسان و الشيطان.و في آية أخرى يقول الله عزوجل:
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
سورة: الحجر، الأية:٤٢
و هنا بيان واضح و صريح بأن هذا العدو ضعيف،، مما يبعث الثقة في نفس المؤمن الحق؛
قد عرفنا أن كل سوء أو خطأ يصيب الإنسان هو من نفسه أو من الشيطان "العدو"،، و إن مشكلة النفس من الممكن إختزالها في مسألة التدريب حيث يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: 
« إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتق الشر يوقه ». 
فالإنسان بتدريب النفس و تهذيبها يستطيع التغلب على أخطائها،، و الإرادة إذا لازمها دعاء تجعل الأمنية حقيقة،، و الحلم واقع ينجلي عنه الغمام كل يوم أكثراً فأكثر،،، إن الشعور بالخطوات التي تمضي نحو تحقيق الحلم أهم بــكـثـيــــر من التخطيط المحكم؛

أما بالنسبة للشيطان فالأمر مختلف تماماً عن مسألة النفس في التدريب كحل؛
 لأنه ينتهز كل لحظة ضعف أو غفله أو يأس،، لحظات الشعور السيء مثل الخوف أو الغضب أو الحزن،، إن المشاعر هي البوابة الأولى التي يحاول الشيطان الدخول من خلالها؛
سبحان الله،، قد ميزنا سبحانه في فهم مشاعرنا و مشاعر الآخرين،، و قد ميزنا في القدرة على التعبير عن مشاعرنا،، بل إن التعبير عن المشاعر هو مفتاح النجاح الأول بعد الإيمان؛ فلماذا نترك مشاعرنا للشيطان و لا نستثمرها؟ المشاعر هي التي تبلور الأفكار و توجه السلوك و ليست هي النهاية في أمر ما؛ بل على العكس هي البداية و أساس النجاح، هي وقود الإنسان،، و تجاهل الإنسان لمشاعره و الهروب من مواجهتها هو ما يحقق إحدى أماني الشيطان،،،
حينما يتمنى الشيطان الفشل أو المرض أو الموت لبني آدم،، فهو لن يجد من يحقق له أمنياته هذه،، بينما نحن البشر وعدنا الله سبحانه حين قال: "أدعوني أستجب لكم"،، إن جل أماني الشيطان حين يتمنى هي عجز الإنسان عن دعاء الله عزوجل لحظة خوف يطرأ،، أو لحظة أمنية تخطر؛

فسبحان الله،،،،،،