لا أؤمر بصعب و إن أمرت فليس الله بآمـــــــــــري

و إن رأيت الأمر صعبا فالعيب برؤياي لـــيس بآمـري

آمري هو الله خالقي رازقي كل الوقت معه حاضري


السبت، يناير 31، 2015

الذكرىٰ بين الحقيقة و المعرفة



مهما كان هناك حصاد للنسيان فلذكرى بذور و زرع يجنى حصاده بالفكر و التأويل و التأمل و التكرار! حين تتوارد المواقف متشابهه،، حين تلتهب و تشب الخواطر متماثلة، حين يكاد العقل أن يمسك بها و لكنها تأبىٰ لتمكث في منزله الإحساس الغير قابل للقياس؛ و ما إن يصر الفكر على ملاحقتها و رصدها حتى تختفي و تبدو كالسراب الذي لا يمثل سوى الذكرى حيث تم حفظ صورة لوجوده و لكنها لا تمثل على الإطلاق أي نسبة لحقيقته!!

فالغرض دائماً فكرة يجب أن لا يتم نسيانها، و يجب أن تتراكم معطياتها و تخلد في منزلة الشعور ليمتخض عنها كل ما يقام به من عمل، تجتمع تفاصيلها لتأكدها ثم تبزغ تلك الحقيقة الواحدة لتأتي و تناقض كل تلك التفاصيل كلاً على حده؛ و لكن إجتماع التفاصيل يؤكدها....! فيفتح باب الجهل الذي يقر بضرورة المعرفة و العمل لإيجاد المعرفة.

الأحد، يناير 25، 2015

ما قبل البداية و ما بعد النهاية!




هي النقطة ذاتها و هي اللحظة ذاتها،، هي الإنعكاس الممتد ليجعل الوسط يضمحل و يختفي؛ هي الشق الذي ينكر الحدث،، و هي الركود الذي يسبق العاصفة!! هي الفاصل بين المختلف من الأمر و هي التكرار على الرغم من التناقض،،، هي الصمت مع القدرة على البوح، هي تلك المساحة التي يكون المرء بها وحيداً بعد أن أتى كل شيء و ذهب كل شيء و لم يعد هناك شيء...!

قد تكون هذه النقطة هي الموت؛ بعد عمر إمتد سنين،، و قد تكون هي الولادة بعد حمل إمتد شهور،، قد تكون الشفاء بعد مرض و حرب بعد سلام،، قد ينتج عنها الجديد و لكنها ليست جديدة!!
الغريب أن يتوق المرء لكي يكون بها و ما أن يكمن بداخلها حتى يتمنى زوالها؛ و يحدث ذلك بسبب خواص هذه النقطة الفلسفية التي تبوح بغزارة المجهول في هذه الدنيا......
فإن أي حدث جديد كان أو مكرراً يمثل تحدي مشوق و إختبار لمدى قدرتنا على التغير و التأقلم،، فإن كانت النتيجة غير مرضية و حدث العجز فإن خيالنا هو خط الدفاع الأول الذي يقودنا إلى الخضوع في نقطة "ما قبل البداية" لأنها نقطة الأمان بصفة "خاصة" لهذا الحدث الذي فشلنا في إستدراكة،، و بصفة "عامة" لمواجهة أنفسنا و تقييمها!!!؟ و لا يحدث ذلك إلا حين يمكث الشعور الكلي بالفشل أمام تحدي ما؛ و هذا الذي ينبئ أن مرارة الشعور بالفشل ما هي في الحقيقة إلا جرس إنذار لتغيير المسار؛
أما على النقيض في ما يحدث أثناء اجتياز صعوبة عارضه و نجاح في إستدراك حدث ما فإن المخيله تجرنا إلى نقطة "ما بعد النهاية" لأننا اعتبرنا الحدث و أحببناه و جعلناه جزء منا و أحدثنا رفضاً مطلقاً لإختفائه و إضمحلاله و هذا الشعور هو بالضبط شعور الإنجاز،،

و مع قياس ذلك على طبيعة الأحداث التي من الممكن المرور بها سيكون الشعور بالإستياء أو الرضى رهين لتفاعلنا مع الحدث و ليس لطبيعة الحدث نفسة!!

فلسفة السؤال بين الفكر و الشعور





قد تكون الإجابه دون سؤال من أكبر مؤججات الظجر عند البشر!! ولكن ذلك يحدث في البسطاء منهم،، أما إذا أردنا قياس ذلك علىٰ الفلاسفة و الحكماء من البشر فإننا نجد أن معظم أفكارهم هي عبارة عن إجابات يمضون الوقت الكثير للبحث عن أسئلتها و غالباً يجدونها!!!

فالإجابة قد تفتح أبواب الأسئله،، و قد يكون هناك ألف سؤال مختلف تكون الإجابة عليهم جميعاً واحدة؛ في عصور سابقة كان هناك تقديس كبير للسؤال و كان هو الأداة التي تحرك العقل للبحث و هو المسيطر في توجيه الحدث،، أما في عصرنا الحالي و قد كثرة الأخبار و الأنباء و المستجدات وقلت معانيها بل أصبحت هي الأداة للتنبؤ و التوقعات للأخبار القادمة!!
إذا أخذ هذا الأمر بعين الإعتبار فإننا سنجد أن هذه الأخبار أجوبة لأسئله تتراكم مع الأيام فيضيع السؤال بسبب تعددها و كثرتها و تناقضها،، مع أن هذه الأخبار و الأنباء و المستجدات هي عبارة عن إجابات لأسئله قد تم طرحها سلفاً من قبل آخرين و هم فئه قليله، و لكن هذه الإجابات ترسل للجميع؛
غير أن كثير من الناس يفضل استخدام كلمة "معلومة" بدلاً من "إجابة" لكي يشعر بالطمئنينة و العفو من البحث عن سؤال أصلَّ و جذر و خلق هذه "المعلومة" لأنه بكل بساطة لكل معلومة قصة إكتشاف يتوجها علىٰ الأقل سؤال و علىٰ الأكثر بحث استمر بسبب سلسلة من التساؤلات؛ و هنا تأتي الفلسفة لتقول لكم إسألوا عن هذا السؤال لكلي تصبح (("المعلومة"" إجابة")) و إلا ستكون النتيجة هي الخضوع للتلقين، و التنفيذ دون تفكير، و الإنقياد دون مبرر!!


فهناك تدرج غريب مر عبر الزمن يثير التساؤل؛ في البدء كان السؤال هو المؤسس للمعرفة و الحكمة و الفلسفة و كان بحر الأسئله يبدأ بأداة الإستفهام "ماذا؟" و كانت هذه الأداة هي التي تقود العقول إلى تعريف المفاهيم و الأشياء،،، ثم و مع تطور المعرفة أصبح العقل غالباً يبدأ السؤال ب "لماذا؟" لأن التعريفات قد أخذت حيزاً كبيراً من المشاعر و حدث ذلك بسب التلقين؛ و هنا وقفة موجزة لقراءة هذا الأمر،، فمع تقدم المعرفة أصبح للمصطلحات و المفاهيم حيزاً من الشعور لا حيزاً من الفكر؛ و هذا الذي أدىٰ إلىٰ قتل السؤال بالأداة "ماذا؟" فقد اعتمد التلقين بأن يعرَّف المفهوم أو المصطلح من "استخدامه" و ليس من ماهيته الحقيقة و منشأة!!! و السبب في ذلك هو محاولة السباق مع الزمن و اكتساب المهارات أسرع فتقتل فرص الإبداع و تقتل فرص نقل المعرفة من جيل لآخر!!؟ و ضرب مثال هو أكثر مايستوجب للإيضاح،، مثال: كثير من متحدثي اللغة الإنجليزية من العرب اليوم حين يطلب منه ترجمة "كلمة" يعجز مع أنه يعرف معناها!!! ((و هذا حقيقي ١٠٠٪)) أي أنه يعرف معناها بالفعل، و لكن ماحدث أنه شكل هذه المعرفة في الشعور و ليس و في الفكر؛ فهو في الحين الذي استقطب فيه هذا المفهوم الجديد كان قادراً على أن يدخله في مخيلته مرتبطاً ببعض المفاهيم الأخرىٰ و شكل له صورة يستطيع استدراكها و لكنه لا يستطيع تأملها؛ يعرف كيف يستخدمها و متى؟ و أين؟ و لماذا؟،، لكنها لا يعرف ما هي!!!
لأن السؤال "ماذا؟" لم يكن موجوداً حين اكتسبها،، و لم يبحث عن ماهيتها بعد أن حدث و اكتسبها.


و لم يقف التطور عند هذا الحد بل إكتملت المسيرة حتى وصل العقل يبدأ حيث يجب أن ينتهي؛ فقد أصبح السؤال بأداة الإستفهام "كيف؟" هو المسيطر على الفكر البشري و قادة إلى الوحشية و أرجعة إلى قوانين الغابة و حب البقاء!!!
إضمحلت أداة الإستفهام "ماذا؟" تمام و اقترب كل من يستخدمها إلى الشتيمة و الإستهزاء و أصبح ينعت من يسأل مستخدماً لهذه الأداة بالمغفل!!؟
و يبقىٰ أخيراً سؤال؟
"هل ضريبة التطور هي إحلال الشعور محل الفكر؟؟"
"هل ضربية التطور هي إحلال العمل محل العلم؟؟"
"هل ضربية التطور هي إحلال التجاهل و ليس الجهل محل المعرفة؟؟"