لا أؤمر بصعب و إن أمرت فليس الله بآمـــــــــــري

و إن رأيت الأمر صعبا فالعيب برؤياي لـــيس بآمـري

آمري هو الله خالقي رازقي كل الوقت معه حاضري


الأربعاء، يناير 04، 2012

تناقض الإحساس و التكليف!!

وضعية تدعو إلى التأمل:
إن الله عزوجل قد خلقنا في وضعية تدعو إلى التأمل نوعا ما!؟
أعلم أن هناك الكثير من الأسرار المخبأة فينا كخلق لله سبحانه، لكنني أقصد في هذه المرة تلك الأحاسيس والمشاعر التي تناقض نوعا ما ذلك الذي نؤمر به باسم الدين!!!؟

مدخل:
بما أننا كبشر نعيش هذه الأيام في دوامة الإحتياجات الا متناهيه، و كثير منا يلهث وراء ملذات الدنيا بلا مبالاه!! أريد أن أنقد هذه النوعية من البشر في تأملي للوضعية التي خلقنا الله سبحانه بها،،، أتأمل فأفهم و أيقن ثم أؤمن،، أريد أن أعرف ما الذي يحدث بدواخلنا كبشر،، أريد أن أفهم تلك الأحاسيس التي تبعدنا أو تقربنا من تلك الملذات؟؟

إن الكلام الذي يكرر كثيرا يصعب علينا إدراكه لأننا حفظناه و من النادر حدوث إحتياجنا له، قد نكون مللناه، قد يكون ينقص شيء ما نحتاجه كي يكون مقنعا!! بالنسبه لأناس بعيده عن الدين!!!؟
الإنسان يؤمر بالطاعات و ينهى عن المعاصي، و من يرتكب معصية يؤثم أو يستغفر و يتوب فيغفر له الرحمن،، و لكن بعد هذا الكلام مازال هناك عصاه لم يستغفروا حتى الآن!!؟ 

وقفة تأمل:
سأقف هنا وقفة تأمل،، كثير من العاصين لأمر الدين لا يحسون أبدا أنهم يرتكبون أمرا خاطيء على الإطلاق بل على العكس هم فقط يتبعون أحاسيسهم التي تفرضها رغباتهم!! هذه هي مبررات الذين يخرجون عن دائرة الطاعات!

ليس هناك أدنى شك بأن الله سبحانه فضل بني آدم على كل ما في هذا الكون بل سيرالكون له،

إن الله عزوجل خلقنا كي نخلفه في الأرض، أي أننا المتحكم و المسيطر على الأرض بعد الله سبحانه، هذه مكانه عاليه جدا لم توهب لسوانا أبدا،، و لكن البعض يتخلى عن هذه المكانه الجليله و يتحول إلى كائن غريزي يتبع إحاسيسه أينما إتجهت دون إدراك و هذا هو مثال الحيوانات التي لا تفعل أي فعل إدراكي على الإطلاق!! فهي مبرمجه إلى حد معين يستحيل أن يتطور مهما بذلنا من الجهود في تطويره،،، بينما الإنسان يستطيع تطوير أحاسيسه إلى مالانهايه،، فتصبح الأمور الغريزيه أمور ثانوية و لا تعبر عن احتياج أساسي، هذا هو تمييز الله سبحانه لنا و الأدله على ذلك كثيرة،، سنجدها في جلسة تأمل قصيرة،،


الفرح مؤقت و السعادة دائمة:

في عودة موجزة لنظرية النفس و الروح و الجسد أستطيع أن أقول أن أي رغبه غريزية مخزنه في النفس حيث تمكث الأحاسيس و المشاعر ،و بما أن الإنسان كائن متفرد في أنه يملك الروح، هنا أكتشف أنه قادر على تطوير أحاسيسه و التحكم بها عن طريق التفكر و التأمل،،،
 أما التناقض الحادث بين الطاعات و الأحاسيس ففهمه سهل جدا،،، الشوق و اللهفه من الأحاسيس التي نحس بها،، إذ أشتاق أن أذهب إلى مكان ما،، أحس بالفرح و ما دمت هناك،، و ما أن أترك المكان يذهب ذلك الإحساس الجميل!!لماذا!؟
إن ما يحدث هنا هي فقط لحظات فرح تتقهقر أمام تكتكات الساعة التي تسرقها مع مضي الوقت، لقد كنت أشتاق لشيء قصير المدى و لا يدوم حتى أجده يختفي و لا يبقى له أثر أبدا!!!
بــــــــيــــــنـــــــما  حين أصحوا فجرا أجر نفسي جر كي أصلي الفجر" أين شوقي أين أحاسيسي؟؟؟" ما أن أصلي حتى أحس أنني أريد أن أصلي أكثر!! فتتقهقر أحاسيس النعاس المزعجة أمام تكتكات الساعة التي تسرقها، يغمرني إحساس بالإرتياح و السعادة التي تدوم و تظل معي طوال اليوم