لا أؤمر بصعب و إن أمرت فليس الله بآمـــــــــــري

و إن رأيت الأمر صعبا فالعيب برؤياي لـــيس بآمـري

آمري هو الله خالقي رازقي كل الوقت معه حاضري


الثلاثاء، مارس 26، 2019

نقد الشعور بين الإدراك و السلوك

كان هناك راعي للأغنام يجول بين حدود دولتين تنشب بينهما حرب للتو،، لم يكن معتاداً على سماع صفارات الإنذار التي تدوي كلما نشب الضرب بين الجنود،،،، و لأنه مغترب حيث أتى من منطقة ريفيه لا تكاد تعرف سوى أبسط أوجه الحياة،، و لأنه ذو سن صغير لا يعرف الكثير عن الحروب،، و بسبب بساطة تفكيره كان يظن أن صفارات الإنذار نوع من الأسلحة التي يحاربون بها بعضهم البعض من خلال الإزاعاج!!!!!؛؛ و إحداث دوي صاخب لغرض أو لآخر؟؟؟؟

المهم أن هذا الراعي الصغير قرر التخلص من كل صفارة إنذار يمر عليها،، لأنه لم يعد يحتمل إزعاجها!! و بالفعل كان في كل يوم تشرق به الشمس يتلف صفارة أو إثنين حتى كادت المنطقة التي يتجول بها خاليه من أي مصدر إزعاج بالنسبة له،، و لم يمضي وقت طويل حتى أصبح يرى الجنود يجتاحون المنطقة التي يرعى بها أغنامه،، و أدرك أن هؤلاء الجنود سيقتاتون على أغنامه الواحده تلو الأخرى؛؛ دون أن يكون له القدرة على تحريك ساكن،، فقط سيكون منفذ للأوامر،، و خادم لهؤلاء المجرمين الذين يتشوقون لإستباحة كل ما هو محرم عليهم!!؟؟

إن مثل صفارة الإنذار في دواخلنا هو بالضبط مثل الشعور،، و حين قام الراعي بإتلاف الصفارة ظنناً منه أنه تخلص من الخطر "الإزعاج" المحدق به لم يعد يجد ما ينذره فواجه الخطر الحقيقي!! و العيب يكمن في إدراك ماهية الإنذار،، كذلك هو مثل الألم،، و كذلك هو مثل القيم و المبادئ،، حين تصول و تجول في الخاطر لابد من الإنتباه لها و معرفة مسببها،،
أما محاولة التغافل عنها و تجاهلها هو بالضبط مثل إتلاف الراعي لصفارات الإنذار؟؟!!!

فالشعور ليس شيء بحد ذاته بل هو رسالة أو إنذار،، ، هو ليس مطلب أو غايه بل هو تحصيل حاصل لأمور جرت أو تجري أو ستجري،، لكن الروتين الذي يرسم الأسوار المغلقة للتغير يساهم بشكل أو آخر في القدرة على توقع حدوث شعور ما،، و هذه هي المغالطة التي يقع بها الكثير من الناس،، فهم يمضون الوقت كله بحثاً عن شعور ما،، متناسين أن الشعور تحصيل حاصيل متى ما إكتملت عناصره أتى دون إستئذان،، أو أنهم يهربون من شعور ما، و لا يسجلون محاولات لفهم ماهية هذا الشعور؛؛

و إن القدرة على تصنيف المشاعر و معرفة مصدرها لهي الميزه التي مٌيِّزَ بها الإنسان عن الحيوان،، و القدرة على نقل التجارب و الخبرات و المعرفة ميزَهْ أخرى تستند على الأولى،، فمن يفشل في تصنيف مشاعره و يفشل في التحكم بها سينقل خبرات يائسه و سيروج للإحباط،، و من يحسن التفاعل من مشاعره و يملك القدره على تصْنيفها سنقل خبرات متفائله و سيروج للتفاؤل،، و بين هذا و ذاك كثيير من مدعين النجاح الذين يشوهون صور الوقع بين تفاؤل مفْرط أو خوف زائِف،، ، لا نعرفهم إلا من خلال "الشعور" و تصنيف "الشعور" و الإيمان بــ "الشعور"؛؛؛